تعريف الغطاء النباتي:

الغطاء النباتي هو كافة النباتات التي تغطي سطح الأرض و تكسوها وتشمل أشجار وشجيرات أو نباتات برية صغيرة كانت أو كبيرة و طحالب و حزازيات و التي نشأت بصورة طبيعية أو لإنسان , وهو أهم مكونات البيئة فهو متنفس الأرض ومصدر غذاء لكافة الكائنات الحية فيها , وتقوم بإنتاج غاز الأكسجين (O2) اللازم  لتنفس كافة أشكال الكائنات الحية من خلال عملية التمثيل الضوئي باستخدام الطاقة الشمسية و امتصاص غاز ثاني أكسيد الكاربون و منع حدوث الاحتباس الحراري , وتخليص الجو من الغازات السامة و الغبار و المخلفات الضارة , و المحافظة على دورة العناصر المعدنية و العنصرية في التربة و تخصيبها و منع تعريتها

 وانجرافها وصد الرياح ,فضلا عن أنها مصدر الغذاء للإنسان وعلف للحيوانات الأليفة والبرية , فالغطاء النباتي في أي إقليم هو العامل البيولوجي الذي يؤثر على أنواع الحيوانات وتواجدها فيها.

إن تركيب الغطاء النباتي وتوزيعه الجغرافي ما هو إلا نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل البيئية التي تشكل العناصر الأساسية في رسم الصورة النباتية وأبرزها المناخ والتربة والتضاريس , إذ تتنوع النباتات تبعا لتغير المناخ واختلاف التربة ويتأثر كل من المناخ والتربة إلى درجة كبيرة بالتضاريس ,فنوع التربة تحت ظروف مناخية واحدة تختلف في نشأتها تبعا لموقعها من الانحدارات الشديدة أو في الأرض المنبسطة أأأايبيئااتلاتئخحتئخح.

يعد الاستشعار عن بعد وسيلة اقتصادية عالية الكفاءة لتجميع المعلومات عن الأغطية الأرضية , بل أصبح الاستشعار عن بعد أكثر من ذلك حيث يمكن الحصول على معلومات عن الغطاء النباتي وصحته ومتابعة مراحل نموه من خلال مرئيات متعددة النطاقات ,وقد تنوعت الطرق في كثير من الدراسات وتوصلت إلى طرق تحليلية عديدة لتمييز الغطاء النباتي عن غيره من الأغطية الأخرى باستخدام معطيات الاستشعار عن بعد والاستفادة من الدلائل الطيفية(Spectral indices)   المختصة بالغطاء النباتي مثل (NDVI) وغيرها من الدلائل النباتية في الكشف عن التغير في حالة وصحة وكثافة الغطاء النباتي وضمت أطوالا موجية مختلفة .

Ø  العوامل الطبيعية المؤثرة في الغطاء النباتي (natural factors affecting vegetation):

1-  العوامل المناخية (Climate Factors):

يتأثر المناخ بمجموعة من المتغيرات التي تؤدي إلى اختلافه من منطقة إلى أخرى وهو من العوامل الطبيعية التي تؤثر في حياة الإنسان وأنشطته , ومن المعروف أن المناخ بصفة عامة يحدد أنواع النباتات التي تنمو في كل منطقة ,كما تعتبر عناصر المناخ من أهم العوامل ذات العلاقة بالغطاء النباتي ,وهي تؤدي من خلال تأثيرها الفعال إلى تغيير كثافة الغطاء النباتي وتوزيعه.

إن عنصري الحرارة والأمطار ذوا تأثير بالغ الأهمية في كثافة الغطاء النباتي وتباين انتشار الأنواع النباتية ,كما تتجلى أهمية عنصر الإشعاع الشمسي في عملية البناء الضوئي وتكوين الغذاء. فضلا عن تأثير الرياح وقوتها واتجاهها وسرعتها وصفاتها المناخية على نمو النبات ,فللرياح تأثيرات سلبية وإيجابية كالتأثيرات الميكانيكية والفسيولوجية ,إلى جانب تأثيرها على الحشرات الملقحة وانتشار الحشرات والبذور الضارة.

 

2-  التربة (Soil):

تعد التربة من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر تأثيرا مباشرا في حياة النباتات لأنها تمثل الوسط الذي تعيش فيه النباتات بمختلف أصنافها ومجتمعاتها وتتكون من مواد معدنية ناتجة بفعل عوامل التجوية والنحت الصخري ,إذ تعد التجوية الكيميائية أهم عوامل تطورها بما ينتج عنها من مواد هامة لتغذية النباتات مثل المغنسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والقليل من الكبريت والنحاس ذوي الأهمية في عملية التمثيل الضوئي ,فضلا عن مواد عضوية ناتجة كم تحلل بقايا النباتات والكائنات الحية الأخرى ,فهي المادة التي  تعتمد عليها النباتات والمزروعات في نموها لما توفره من ظروف ملائمة لينبت النبات ويخزن المياه والمواد المغذية .

 

3-  العوامل الطبوغرافية (Topographic factors):

تؤثر عناصر شكل سطح الأرض على الغطاء النباتي وتتمثل بشكل رئيسي في درجة انحدار سطح الأرض واتجاهه ومقدار ارتفاعه ,وتؤثر درجة انحدار سطح الأرض على سرعة تصريف المياه ,فعلى السفوح قليلة الانحدار إذ تتسرب نسبة كبيرة من مياه الأمطار إلى باطن الأرض ويستفيد منها النبات لفترة طويلة ,تسبب شدة انحدار السطح إلى جرف التربة وتعريتها وتصبح قليلة السمك فتساعد على نمو حشائش قصيرة أو نباتات تتحمل الجفاف.

بينما تكون التربة على السفوح المستوية أو قليلة الانحدار أكثر سمكا ومستوى المياه الباطنية أكثر ارتفاعا فتتحول المنطقة إلى مستنقعات تساعد في نمو النباتات المائية.